توصلت دراسة حديثة إلى أن حكام كرة القدم الذين يستخدمون الإعادة البطيئة للحركة هم الأكثر ميلا لإبراز البطاقات الحمراء.
وجاءت هذه الدراسة قبل أيام من بدء تشغيل تقنية إعادة عرض الفيديو، التي أطلق عليها اسم “الفيديو المساعد للحكم” (VAR)، في كأس العالم 2018.
ووافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رسميا على استخدام هذا النظام في مونديال روسيا 2018، الذي ينطلق يوم الخميس
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن حكام كرة القدم سيطبقون أحكامهم بمزيد من الشدة عند مشاهدتهم الحركة البطيئة، مقارنة بالوقت الحقيقي، لأن فيديوهات الإعادة تجعل المشاهد تبدو أكثر عنفا.
وبموجب نظام (VAR)، يمكن مراجعة 4 أنواع من الحالات: الأهداف وإمكانية وجود مخالفة، قرارات ضربات الجزاء، قرارات البطاقة الحمراء، والتحديد الخاطئ في منح بطاقة حمراء أو صفراء. وسيقوم الحكم برسم مستطيل في الهواء بأصابع السبابة، لإعادة المشهد على الشاشة، حيث سيتابع فريق من 4 حكام الحادث في غرفة تحكم خاصة.
وهنا، يمكن للمسؤولين الوصول إلى 33 زاوية مختلفة للكاميرا، بما في ذلك 8 لقطات في حركة شديدة البطء و4 لقطات بطيئة جدا.
ودرس الباحثون في جامعة Leuven في بلجيكا، استجابة 88 من حكام كرة القدم النخبة لمقاطع فيديو تحتوي على مخالفة تبرر إعطاء بطاقة صفراء. ولم يعثروا على أي اختلاف كبير في قرار الحكام حول وقوع الخطأ، بين مقطع الحركة البطيئة (بدقة 63%) مقارنة بالفيديو الذي يتم تشغيله في الوقت الحقيقي (بدقة 61%).
ولكن عندما نظر الباحثون في حكم النية أو الدافع وراء المخالفة الحاصلة، كان هناك تباين كبير. ومُنحت بطاقات حمراء أكثر من قبل الحكام الذين شاهدوا الحركة البطيئة (20%)، بالمقارنة مع أولئك الذين شاهدوا تشغيل الفيديو في الوقت الحقيقي (10%).
وقال معد الدراسة الدكتور، جوخيم سبيتز: “تشير نتائجنا إلى أن الحركة البطيئة يمكن أن تزيد من قسوة الحكم، ما يحقق الفرق بين إدراك الحركة بأنها غير مهمة (بدون بطاقة) أو تهور (بطاقة صفراء) أو إعاقة غير مبررة (بطاقة حمراء). واكتشاف أن الحكام كانوا أكثر ميلا لاتخاذ قرارات أكثر شدة بعد الإعادة بطيئة الحركة، هو أحد الاعتبارات الهامة لوضع مبادئ توجيهية لتنفيذ VAR في بطولات الدوري لكرة القدم في جميع أنحاء العالم”.
وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الإعادة البطيئة قد تكون أداة مفيدة في تقييم بعض القرارات، إلا أنها يمكن أن لا تكون أفضل أداة لاتخاذ القرارات التي تنطوي على الحكم على السلوك البشري والنية.
ونُشرت النتائج في مجلة البحث المعرفية: المبادئ والتأثيرات.