مجرد مباراة لكرة القدم بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي تحولت إلى قضية اتخذت أبعادا سياسية وشهدت سبا وقذفا على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بين السياسيين والإعلاميين ومسؤولي الفريقين والمشجعين، بل صارت قضية بين شعبين.
لم يهضم مسؤولو فريق الوداد الرياضي المغربي، ما يسمونه، حرمانا من كأس نهائي دوري أبطال أفريقيا بسبب غياب تكافؤ الفرص خلال المباراة النصف نهائية نظرا للعطل الذي لحق بتقنية الفار.
وانطلقت التعليقات والتعليقات المضادة، فمن الجانب المغربي ندد مسؤولو الوداد بغياب العدالة في مباراة الإياب عكس مباراة الذهاب، ونقبوا في تاريخ فوز الترجي بعدد من الكؤوس الإفريقية بالطريقة نفسها، كما يقولون.
هذه التصريحات ألهبت جمهور المشجعين من المغاربة الذين زادت خطابات الكراهية لديهم، خاصة بعد تعرضهم لاعتداءات موثقة بالصورة والفيديو في تونس، فقد امتلأت صفحات المشجعين وأغلب المغاربة بتعليقات وسباب وتهكم حول المباراة بكل ما رافقها، وسط ندرة الآراء المختصة والعاقلة.
وزاد الطين بلة مساهمة صحافيين وفنانين وأكاديميين في تغذية هذه الخطابات، خاصة بعد الإعلان عن إعادة المقابلة، فانتقلت مجرد مباراة لكرة القدم إلى ساحة السياسية، وتم خلطها بملفات مثل الصحراء الغربية والكرامة الوطنية ومستوى الديمقراطية في البلدين، لتتحول الكرة إلى عامل توتر وتفرقة ومغذية لخطابات الكراهية غير محسوبة العواقب في المستقبل
المصدر: مونت كارلو الدولية