تمر حركة النهضة هذه الفترة بوضعية صعبة ان لم نقل مأزقا كبيرا بسبب التطورات الحاصلة فيما عرف بالجهاز السري خاصة بعد توجيه القضاء الاتهام رسميا لمصطفى خضر الذي تؤكد هيئة الدفاع عن الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد كونه ينتمي إليها بينما تنفي النهضة ذلك وتؤكد كونه ليس نهضويا.
صعوبة هذا الملف تلتقي مع تطور جديد وهو تصعيد الاتحاد العام التونسي للشغل ضد الحكومة والائتلاف بما أن النهضة جزء منه ما جعلها في موقفها تقف في الوسط رغم أنها جزء من الحكومة.
العامل الثالث للأزمة هو أن الوضعين الإقليمي والدولي لم يعد لصالحها حيث انتهت كل تجارب الحكم للإسلاميين في الوطن العربي ورغم ان النهضة تؤكد كونها حزب مدني لا ديني إلا ان خصومها لا يولون تصريحاتها وتأكيداتها أي أهمية ويضعونها في خانة الإسلاميين وحتى الإخوان.
هذا الوضع شبيه بما حصل في أواخر فترة حكم الترويكا والذي خرجت منه النهضة بعد قرار التخلي عن السلطة والحكم لكن اليوم يبدو أن خصومها خاصة من أقصى اليسار يطلبون أكثر من هذا .
هناك عامل آخر لهذا التصعيد يمكن فهمه من خلال قراءة المشهد السياسي والحزبي يتمثل في عدم استعداد أغلب الأحزاب وجلها للاستحقاق الانتخابي باستثناء النهضة .