مناظر “قاسية” لأطفال مقتولين في أحضان آبائهم، وعوائل “متفحمة” مع بعضها البعض، كانت بعض مخلفات حرائق غابات شبت في منتجع يوناني الاثنين، في مشهد أعاد للأذهان قصة مأساة بركان فيسوفيوس الذي أحرق مدينة بومبي الإيطالية بالكامل قبل مئات السنين.
ولقي ما لا يقل عن 74 شخصا حتفهم جراء الحرائق، بينهم العديد من الأطفال.
وأعلنت اليونان حدادا رسميا لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الحرائق التي طالت عدة مناطق قرب العاصمة أثينا.
وقال أليكسيس تسيبراس رئيس الوزراء في كلمة بثها التلفزيون: “تمر البلد بمأساة لا توصف.. تعيش اليونان اليوم (حالة) حداد ونعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام .
وشب الحريق في قرية ماتي مساء الاثنين، وهي قرية سياحية تقع على بعد 29 كيلومترا شرقي العاصمة أثينا، وتعد مقصدا لليونانيين الذين يقضون العطلات.
وأوضحت فرقة الإطفاء اليونانية أن كثافة ونطاق انتشار الحرائق في ماتي تراجع، الثلاثاء، مع هدوء الرياح، لكن لم يتم السيطرة عليها بشكل كامل حتى الآن.
ومن بين مخلفات الحرائق “القاسية”، عثر أطقم الطوارئ على 26 جثة في مكان واحد، منها جثث لأطفال، قرب قمة منحدر صخري مطل على أحد الشواطئ.
وقال نيكوس إكونوموبولوس رئيس الصليب الأحمر اليوناني: “حاولوا إيجاد سبيل للفرار لكن مما يؤسف له أن هؤلاء الأشخاص وأطفالهم لم ينجحوا في النجاة بأنفسهم قبل فوات الأوان، مما دفعهم “غريزيا” لمعانقة بعضهم البعض عندما رأوا قرب نهايتهم”.
ورغم مرور ساعات طويلة على نشوب الحرائق استمرت الرائحة النفاذة للمباني والأشجار المحترقة تملأ الهواء في أنحاء ماتي.
عمليات إنقاذ وحزن “دولي”
وذكر خفر السواحل أن سفنا وقوارب تابعة له نجحت في إنقاذ ما يصل إلى 700 شخص ممن هربوا من الحرائق إلى الشواطئ، وانتشلت 19 ناجين آخرين وسط البحر. كما انتشلت سفن خفر السواحل 4 جثث من البحر.
وعرضت قبرص وإسبانيا وإيطاليا وكرواتيا توفير الدعم، بعدما قالت اليونان إنها بحاجة لدعم جوي وبري من شركاء الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدات نُشرت بالفرنسية واليونانية: “خالص المواساة لليونان ولضحايا الحرائق المروعة. فرنسا وأوروبا تعبران عن التضامن مع السويد واليونان وتعرضان المساعدة”. وذلك بعدما شهدت السويد أيضا اندلاع حرائق غابات.
وقال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عبر حسابه على تليغرام إنه يشعر بحزن شديد بسبب وقوع هذه المأساة وصلى من أجل الضحايا وعائلاتهم.