شيع عدد من أهالي مدينة فريانة أستاذ الاعلامية الى مثواه الاخير بعد صلاة الظهر من يوم السبت الى مقبرة قارة النعام، وقد واكبنا الجنازة الحزينة، و«شهيد الخبزة» كما اطلق عليه اصدقاؤه هو الشاب الخلوق كمال قدواري من المعطلين عن العمل من اصحاب الشهائد العليا اختصاص اعلامية لم يظفر بشغل يحفظ كرامته يقطن في الشريط الحدودي بمنطقة السنك المهمشة حيث تعتمد أغلب عائلات المناطق الريفية على طهي «الكسرة» العربي بالسميد هو خبزهم اليومي وأكلتهم المفضلة توجه الهالك على متن دراجته النارية الى منطقة تلابت التابعة لمعتمدية فريانة أين يوجد معمل السميد وجد هناك أفواجا من البشر تنتظر الحصول على أكياس السميد قدم بطاقته وبقي ينتظر ساعات دوره ساعات من التزاحم والتعب والوقوف
لم يدرك ساعته أن الموت في انتظاره لم يمهله للعودة إلى افواه تنتظر رغيفا مات الراحل وهو يحتضن شكارة السميد خرجت روح كمال لتشتكي إلى الله معاناة المفقرين أمثاله لتشتكي جشع البعض و ظلم الآخرين…
حيث ذكر لنا صديقه منجي حيزي أنه اتصل به لحظة وجوده أمام المصنع واعلمه أنه تم المناداة عليه للحصول على مبتغاه لكنه بعد برهة ظل هاتفه مغلقا وعرف أنه فارق الحياة اثر سكتة قلبية في حين ذكر صديقه صابر بوبكري: صديقي كمال صاحب شهادة عليا عاش على امل ان يتحصل على عمل بعد سنوات من البطالة شارك في الاعتصامات والاحتجاجات لأصحاب الشهائد العليا.
كمال احد المعطلين عن العمل الذي يجتهد للحصول على قوت يومه غادر مقر سكناه بحثا عن السميد من اجل عائلته، لكنه رجع لهم في صندوق وتبخرت احلامه وامانيه اراد ان يحصل مثل غيرة على شكارة سميد شهيد الخبزة المرّة لقد حرم من ابسط حقوقه وهو العمل طيلة هذه السنوات عن اي وطن تتحدثون الدولة دعكم من هذا الهراء هي عبارة عن مقبرة جماعية تدفن فيها الحريات الفردية يدفن فيها الطموح والامل قضيتك الان بين يدي الخالق قاضي القضاة حسبنا الله ونعم الوكيل..رحمه الله.